ماهو اول يوم خلقه الله

ماهو اول يوم خلقه الله من الأسئلة التي يسألها المسلم لنفسه ويبحث عن إجابتها في المواقع الإلكترونية والصفحات الإلكترونية المختلفة، فالله تبارك وتعالى هو الخالق الذي ذرأ الناس في الأرض بعد أن خلقها وبسطها وخلق السماوات السبعة وما فيها، وفي خلقه إعجازٌ عظيمٌ يتفكّر به المسلم، ويرى من خلاله القدرة العظيمة لله سبحانه وتعالى، ومن خلال هذا المقال سنتعرّف على ماهو اول يوم خلقه الله.

ماهو اول يوم خلقه الله

لم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبويّة المباركة أي دليلٍ أو نصٍ شرعيّ يتحدّث عن أوّل يومٍ خلقه الله تعالى، لكن قيل أنّ اليوم الأول هو يوم الأحد وذلك يمكن أن يكون قد ورد في الإسرائيليات التي لا يجب على المسلم أن يصدقها أو يكذّبها، لكن ثبت في الأحاديث النبويّة المباركة أنّ بداية الخلق كانت في يوم الأحد، قال أبو هريرة رضي الله عنه:

“أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بيَدِي فَقالَ: خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَومَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الجِبَالَ يَومَ الأحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَومَ الاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ المَكْرُوهَ يَومَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَومَ الأرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَومَ الخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ عليه السَّلَامُ بَعْدَ العَصْرِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ، في آخِرِ الخَلْقِ، في آخِرِ سَاعَةٍ مِن سَاعَاتِ الجُمُعَةِ، فِيما بيْنَ العَصْرِ إلى اللَّيْلِ”. [صحيح مسلم] ومن خلال هذا الحديث المبارك يثبت بداية الخلق في الأرض كانت يوم الأحد فيها خلقت الجبال الرواسي، والله أعلم.[1]

ماهو اول يوم خلقه الله

ما هو اول ما خلقه الله تعالى

بعد بيان ماهو اول يوم خلقه الله لا بد من بيان أول ما خلقه الله تعالى، وإنّ أول مخلوقٍ خلقه الله تعالى في الكون هو الماء، حيث ورد في العديد من النصوص أنّ الماء هو أول مخلوقٍ وهو الأساس في المخلوقات جميعها، ومن ثمّ خُلق العرش، وهذا ما رجحه بدر الدين العيني رحمه الله، وقيل بأنّ الماء قد خُلق قبل العرش، وكان الماء تحت العرش ولا شيء غير الماء، لكنّ الراجح أنّ الماء خُلق أولًا لأنّ الله تعالى جعل خلق عرشه فوق الماء وجعل الماء أساس الخلق وبدايته.

قال الله تعالى في كتابه العزيز: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}. [سورة الأنبياء الآية 30] ومن الماء أخرج دخانًا خلق به السماوات والأرض وقدّر فيهن مقادير الخلائق كلّها وذلك كان في ستّة أيّام، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: لماذا خلق الله الوزغ

أي المخلوقات خلق أولًا

اختلف بعضٌ من أهل العلم عمّا خلق الله تعالى أوّلًا من المخلوقات على الإطلاق، فمنهم من يقول بأنّ الماء هو أوّل المخلوقات التي خلقها الله تعالى ومنها خلق جميع المخلوقات الأخرى وكوّنها وسوّاها، ومنهم من يقول بأنّ عرش الرحمن العظيم هو الذي خُلق قبل الماء ووضع الله تحته الماء بعد خلقه واستوى عليه سبحانه، وهذا القول قد ابن القيم وابن تيمية رحمهما الله تعالى، وقد روى السدي في تفسيره بأسانيد متعددة  أنّ الله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئًا أبدًا قبل الماء.

وإنما كان الماء أول ما قد سواه الله تعالى وخلقه، ومن ثمّ جعله المادة الأساسيّة في خلق كلّ المخلوقات وهذا الراجح من القول كذلك هنالك من يقول بأنّ أول الخلق كان القلم الذي كُتبت فيه أقدار جميع المخلوقات وأحداث الدهر والزمان كلّها، لكن لم يردّ أيّ دليلٍ على ذلك في القرآن أو السنة، لذا فالعلم في هذه المسألة عند الله تبارك وتعالى، وعند حكمة إخفاء هذا العلم عن خلقه وعباده.

ما ترتيب أوائل المخلوقات المذكورة في الشرع

إنّ أوّل المخلوقات التي كانت مبدأ الكون هي الماء والعرش، فقد خلق الله تعالى الماء وعرشه العظيم عليه قبل أن يخلق أيّ شيءٍ غيره، ومن ثمّ خلق القلم الذي أمره أن يكتب مقادير المخلوقات جميعهم منذ البداية وحتى قيام الساعة، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قالَ: وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ”. [صحيح مسلم]

فأول الخلق هو الماء والعرش ومن ثمّ القلم، ومن بعده خلق الله تعالى الأرض بسطها وخلق السماء من بخار الماء فكانت سقفًا محفوظًا بلا عمد، ودبّت في الأرض مخلوقات لا حصر لها بأمر الله تعالى، ومن الجدير بالذكر أنّ المسلم من واجبه أن يشغل تفكيره وعقله بما هو نافعٌ له وللأمة الإسلامية، وأما عن هذه المسألة فلا علمها ولا الجهل بها يفيد المسلم ففي شيء، وذلك لقلة الدلائل الشرعية الموجودة، إلى جانب أنّها ليست من العلم الذي يجب على المسلم أن يشتغل به، والله أعلم.

خلق الله للكون في ستة أيام

إنّ الله تعالى قد ذكر في القرآن الكريم وبيّن لعباده أنّه سبحانه قد خلق السماوات والأرض في ستّة أيامٍ، وهو القادر على أن يخلقها في طرفة عين، فهو سبحانه الذي إذا قضى أمرًا فيكفي أن يقول له كن فيكون، واختلف أهل العلم في تفسير الستة أيّام، فقال بعض علماء التفسير بأنّها ستة أيامٍ كأيامنا والتي تبدأ بطلوع الشمس وتنتهي بغيابها، وبعضهم قال بأنّها ستة أيامٍ كأيام الآخرة كل يومٍ مدته مائة ألف سنة، كذلك قال البعض أنّها يمكن أن تكون آمادًا طويلة وأزمانًا لا يستطيع الإنسان استيعابها، ولا يعلمها إلّا الله سبحانه وتعالى.

وقد أخفى الله تعالى خلق السماوات والأرض عن خلقه وجعله غيبًا قال الله تعالى في كتابه العزيز: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ}. [سورة الكهف الآية 51] وإنّ الحكمة من خلقها في ستة أيام هي تعليم العباد التثبت والتأني والتقدير والتدبير قبل القيام بأي شيء، كذلك يشير بهذا الأمر إلى الحكمة والنظام العظيم الذي يسير عليه هذا الكون.

خلق الله للكون في ستة أيام

ما هو آخر مخلوق خلقه الله تعالى

قد ذكرت الأحاديث الصحيحة في السنة النبوية المباركة أنّ آخر المخلوقات التي خلقها الله تعالى بعد خلق الأرض والسماء هو خلق آدم عليه السلام، فقد خلق الله تعالى  التربة في يوم السبت وخلق الجبال والأوتاد في يوم الأحد، ومن ثمّ الشجر في يوم الاثنين وخلق المكروه في يوم الثلاثاء، وفي يوم الأربعاء خلق الله تعالى النور، وأما في يوم الخميس بثّ في الأرض الدواب، وفي يوم الجمعة من بعد العصر خلق الله تعالى آدم وشكله من الصلصال، وبعد أربعين يومًا نفخ فيه الروح فصار حيًا، والله أعلم.

شاهد أيضًا: اصعب سؤال في الدين واجابتة

بهذا نصل للختام في مقالنا ماهو اول يوم خلقه الله وفيه تحدثنا عن خلق الكون وكيف كانت بدايته، وتعرفنا على أول المخلوقات وآخر المخلوقات التي خلقها الله تعالى بعد أن خلق هذا الكون العظيم.