هل الزاني يدخل الجنة في الحقيقة هذا السؤال يحير الكثير من الناس، ويقول البعض كيف لشخص أن يزني و يرتكب الكبائر ويدخل الجنة، هل بالفعل يدخل الجنة أم النار، وهل يجب على الزاني الاعتراف، أيضًا ما هو انتقام الله من الزاني في الدنيا، كل هذه الأسئلة سوف نتعرف عليها بالتفصيل داخل هذا المقال عبر مجلة حلم العرب بأدلة من كتاب الله والأحاديث.
هل الزاني يدخل الجنة
موضوعنا اليوم هو هل الزاني يدخل الجنة، في الحقيقة في القرآن والأحاديث دلالة على أن جميع المسلمين سوف يدخلون الجنة بإذن الله تعالى، فمن مات دون الوقوع في الشرك بالله فسوف يدخل الجنة.
لكن هناك من يدخل النار أولًا ويقضي فيها مدة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى وبعد ذلك يدخله الله برحمته إلى الجنة، وهم من وقعوا في الكبائر، أو من أراد الله أن يعذبهم بسبب أعمالهم.
هناك أيضًا من يدخلون الجنة ولا يشمون رائحة النار، وهم الذين لا يشركوا بالله تعالى ولم يرتكبوا الكبائر، وأعمالهم أعمال صالحة وأطاعوا الله والرسول، هم الذين يشاء الله أن يدخلهم جنته.
لذا نجيب على هل الزاني يدخل الجنة، ونقول أن حتى الزاني سوف يدخل الجنة برحمة الله، ولكن بعد أن يعاقب في النار إن أراد الله ذلك، ولمدة لا يعلمها إلا الله، ثم يدخله الجنة لأنه لا يشرك بالله تعالى.
لكن هناك من يعترف ويعاقب في الدنيا، ويأخذ عقابه بالكامل ويتوب إلى الله عز وجل فيغفر له الله، وإن مات تائب مؤمن أدخله الله الجنة بإذن الله.
كذلك من يتوب توبة صادقة ولا يعلم بهذا الأمر أحد، و أبتعد عن هذا الطريق سوفر يغفر له الله سبحانه وتعالى، فإنه يغفر كل الذنوب عدا الشرك بالله والعياذ بالله.
دليل على أن الزاني يدخل الجنة
هناك بالطبع دلائل على أن جميع المسلمين سوف يدخلون الجنة بأمر الله، ولكن هناك من يدخل النار أولًا، وهناك من يدخل الجنة ولا يدخل النار أبدًا، لذا الزاني الذي لم يتب سوف يدخل النار أولًا ويعاقب على عمله، ثم يدخله الله برحمته الجنة كما ذكرنا.
الدليل على هذا الكلام قول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) سورة النساء/48.
دليل آخر على الكلام الذي أجابنا به على سؤال هل الزاني يدخل الجنة هو حديث، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أتاني جبريل فبشرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، قلت وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق” متفق عليه.
ذلك فإن كتاب الله والأحاديث الشريفة تشير إلى أن كل مسلم سوف يدخل الجنة بإذن الله تعالى، ولكن من أرتكب المعاصي و الكبائر سوف يعاقب أولًا إن مات قبل أن يتوب توبة صادقة، وقيل أن يرجع إلى الله تعالى ويكفر عن أعماله.
هل يعاقب الله الزاني في أهله
بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال هل الزاني يدخل الجنة، فسوف نتطرق الآن إلى سؤال آخر وهو هل يعاقب الله الزاني في أهله، في الحقيقة لا يعاقب الله شخص في شخص أخر، فكل فرد ملزم بأعماله و يعاقبه الله على هذه الأعمال إن شاء غفر له وإن شاء عذبه.
لكن من الممكن أن يبتليه الله في نقص البركة في المنزل، في المأكل، والملبس، والمشرب، في الأبناء، في ضيق الرزق، وضيق الحال، لكن لا يضر الله سبحانه وتعالى أهله بسبب ما فعل لأن الله رحيم بالعباد، والله عدل لا يظلم ربك أحد.
هل يجب على الزاني الاعتراف
الكثير يتساءل حول هل الزاني يدخل الجنة، هل يعاقب الله الزاني في أهله، هل يجب على الزاني الاعتراف، وقد قمنا بالإجابة على أول نقطتين، دعونا نجيب أيضًا على السؤال الثالث وهو هل يجب على الزاني الاعتراف.
في الحقيقة إن سترك الله في الدنيا ولم ينفضح أمرك فلا تقوم بفضح نفسك والاعتراف بهذا الفعل الشنيع الذي قمت به فهي من الكبائر، لذا لا يتوجب عليك الاعتراف وعليك التوبة والرجوع إلى الله، وعدم تكرار هذا الأمر حتى يسامحك الله تعالى.
أما من فضحه الله في الدنيا فإذا أقيم عليه الحد وتاب إلى الله تعالى وندم على ما فعل، فسوف يسامحه الله بإذن الله، ولقبح الزنا وعظم إثمه، فهو جريمة كبيرة لا يستهان بها، قد جعل الله سبحانه وتعالى حكم الزنا الحد على المحصن والمحصنة بالرجم بالحجارة حتى الموت.
هذا دليل واضح على شدة غضب الله من هذا الفعل الشنيع السيء، فلابد أن تحذر ولا تستهين به، فلا تقول أذني ثم أتوب، فمن الممكن أن يبتليك الله وتموت على هذه المعصية، وتدخل النار.
فالكبائر أول طريق للكفر، وتجعل القلب مظلم، وتفتح أبواب أخرى لدخول الشيطان إليك، ثم تتمادى في أفعالك السيئة حتى تموت وأنت على معصية وتدخل النار.
لذا من يطهر من الحد، أو يتوب فسوف يكون مسيرة الجنة بإذن الله، أما من مات على هذه المعصية ولم يتب مسيرة النار حتى يشاء الله أن يخرجه منها ويدخله الجنة، وما أدراك بعذاب النار، غمسة في النار تنسي أعظم نعيم في الدنيا.
حكم الزنا مرة واحدة
بعد أن تعرفنا على هل الزاني يدخل الجنة، أود أن أقول أن لابد على كل مسلم أن لا يستهين بالكبائر والمعاصي، لأن بعض الناس يقول هذه مرة واحدة، فتخيل أن تموت على هذه المعصية، هل سوف تقول لله عز وجل هذه مرة واحدة!.
في الحقيقة كل من يستهين بهذا الأمر وبعذاب الله فهو غبي ليس له عقل، وقد جاء في عذاب الزناة وعقابهم من الله ما يقشعر الأبدان ويبكي الأعين، لذلك عليك الحذر لعدم الوقوع في هذا الأمر البشع.
لكن إذا حدث بالفعل مرة واحدة فعليك التوبة والرجوع إلى الله عز وجل، وعدم تكرار هذا الأمر مرة ثانية، وإن تاب العبد توبة صادقة من قلبه غفر له الله تعالى.
في النهاية نسأل الله تعالى أن يحفظ كل مسلم من هذه الكبائر، وقد قمنا بالإجابة على هل الزاني يدخل الجنة، وقد علمت أن كل مسلم سوف يدخل الجنة، لكن من مات على معصية عاقبة الله أولًا بالدخول إلى النار، ثم يخرجه إلى الجنة إن شاء. لذا على كل مسلم أن لا يستهين بالمعاصي، وأن يبتعد عن هذا الطريق، ويتوب إلى الله من قلبه حتى يسامحه الله على ذلك.
تعليقات