تجربتي مع سرطان الفم وتأثير أعراض هذا المرض في الحالة الجسدية والنفسية للإنسان، إذ يعدّ السرطان أحد أكثر الأمراض المنتشرة في أنحاء العالم وأكثرها صعوبة، وله أشكال كثيرة ومتنوعة لكل منها أعراضه وتأثيراته المختلفة التي يصعب علاجها، ما يجعله أكثر الأمراض التي يعاني الأطباء والمرضى على حد سواء في مقاومتها، وأحد أنواع السرطان هو سرطان الفم، ولذلك يهتم موقع حلم العرب بإدراج بعض المعلومات حول سرطان الفم وأعراضه، ثم ذكر تجربتي مع سرطان الفم.
سرطان الفم
قبل تقديم تجربتي مع سرطان الفم لا بدّ من التعريف بسرطان الفم، حيث إنّ سرطان الفم يُطلق على الكتلة السرطانية التي تظهر في الفم، سواء داخل جوف الفم أو خارجه، وهو يظهر عادة على الشفتين، اللثة، اللسان، بطانة الخدين الداخلية، سقف الفم أو تحت اللسان.
وهو يدخل ضمن فئة سرطانات الرأس والرقبة، والتي تعالج جميعها بنفس الطريقة تقريبًا، وتتمثل أعراض سرطان الفم في ظهور قرحة لا تلتئم في منطقة معينة من الفم، وظهور احمرار أو بياض في الفم، إضافة إلى نمو تكتل في الفم، ما يجعل المصابين بهذا المرض يعتقدون أنها مجرد أعراض سخونة الجسم الداخلية، كما يعاني مرضى سرطان الفم من تخلخل الأسنان.[1]
تجربتي مع سرطان الفم
إنّ سرطان الفم هو أحد أنواع الأورام السرطانية المصنفة ضمن سرطانات الرأس والرقبة، وفيما يلي تجربتي مع سرطان الفم وتجارب بعض الأشخاص الذين أصيبوا بهذا المرض وتأثيراته على حياتهم:
- التجربة الأولى: عمري ٥٠ عامًا، ولقد عانيت كثيرًا مع سرطان الفم، حيث كنت مدمنًا إدمانًا شديدًا على التدخين منذ صغري، وكثيرًا ما حاول الأطباء منعي من التدخين ولم يستطيعوا، حتى جاء اليوم الذي اكتشف الأطباء فيه وجود تقرحات بيضاء في فمي وتحديدًا على شفتي السفلى، ولم تكن هذه التقرحات قابلة للإزالة، ومنذ ذلك الوقت تم تشخيصي بالإصابة بسرطان الفم.
- التجربة الثانية: لقد أصبت بسرطان الفم عن عمر يناهز الأربعين عامًا، وأخبرني الأطباء بأنه تم تشخيص حوالي 604 آلاف حالة حول العالم بهذا المرض، ولقد عانيت كثيرًا من التقرحات والتكتلات المتكونة داخل فمي، فقد كنت أشعر بالألم عندما أمضغ الطعام وعندما أتحدث وعندما أفتح فمي، وهذا أمر صعب جدًا لا يتحمله معظم الناس.
- التجربة الثالثة: كنت أشعر بألم شديد في حلقي أثناء تناول الطعام ومحاولة بلعه، وظننت أنّ هذا عرض من أعراض الزكام، ولكن بعد عدة أسابيع بدأت لاحظ تخلخل أسناني والتهابات وتقرحات في لثتي، ثم بدأت شيئًا فشيئًا تنمو أورام غريبة على شفتي، فذهبت إلى الطبيب، وبعد إجراء الفحوصات الطبية تبين أنّي مصاب بسرطان الفم من الدرجة الأولى، وقد أخبرني الطبيب ألّا أقلق كثيرًا، لأنّه قد يمكن تدارك هذا المرض قبل انتشاره، بسبب اكتشافه في وقت مبكر.
تجربتي مع الشفاء من سرطان الفم
إنّ أورام سرطان الفم لا تعدّ من الأورام السرطانية الخطيرة، إذ أنّ الكثير من المصابين بها يتماثلون للشفاء منها دون عناء، وفيما يأتي تجربتي مع سرطان الفم وتجارب بعض الأشخاص الذين أصيبوا بسرطان الفم ثم تعافوا منه:
- التجربة الأولى: بعد المعاناة الشديدة التي ذقتها بسبب سرطان الفم والقرحة على شفتي السفلى التي حرمتني من لذة الحياة، أصبحت أتردد على الطبيب ليعطيني العلاجات والأدوية الكيميائية، وبعد عدة أشهر من تناول الأدوية واتباع الحمية الغذائية التي نصحني بها الطبيب، بدأت التقرحات تتلاشى تدريجياً إلى أن اختفت نهائيًا، وبعد ذلك عدت إلى حياتي الطبيعية وتخلصت من الألم الشديد الذي كنت أحس به.
- التجربة الثانية: بعد ساءت حالتي بشكل كبير، وبدأت التكتلات السرطانية تزداد في فمي بشكل ملحوظ، أصبحت أجري خزعات منتظمة عند الطبيب، وأتناول بعض الأدوية المسكنة، فضلًا عن اتباعي العلاج بالصيام، والذي يُعدّ أنجح طريقة للقضاء على أي شكل من أشكال السرطان، ولكن بعد عام من اتباع هذا النظام القاسي بدأت ألاحظ انحسار التكتلات والأورام في فمي، ثمّ قام الطبيب بإزالة التكتلات المتبقية التي لم تعد تتكاثر بسبب النظام الطبي الذي اتبعته، وهنا أيقنت أنّ قد شفيت من سرطان الفم، وعدت لأعيش حياة طبيعية.
شاهد أيضًا: حالات شفيت من سرطان الغده الدرقيه
مراحل سرطان الفم
إنّ سرطان الفم هو كأيّ نوع من نوع السرطان له عدّة مراحل، وتقسم مراحل سرطان الفم بين أربعة مراحل يشار إليها بالحروف الرومانية من I إلى IV، فالمرحلة الأولى المُشارة بالرمز I هي أقل مراحل السرطان خطرًا وانتشارًا، وإذا تمّ اكتشاف السرطان في هذه المرحلة فإنّ استئصاله لا يشكل أي عبء على الأطباء، أمّا في حال عدم اكتشاف السرطان حتى المرحلة الرابعة فإنّ هذه مشكلة كبيرة، لإنّ الوصول لهذه المرحلة يعني انتشار الخلايا السرطانية إلى أعضاء الرأس والرقبة، وهنا تكون إزالتها صعبة جدًا على الأطباء، وفي أسوأ الأحوال لا يمكن إزالتها وتؤدي إلى الموت.
أعراض سرطان الفم المبكرة
إنّ سرطان الفم له عدّة أعراض يلاحظها المريض المصاب بالسرطان قبل أن يتم تشخيصه بهذا المرض، ويجب على من يجد أي عرض منها لديه أن يذهب مباشرة إلى أقرب طبيب ويجري تحليلًا طبيًا للكشف عن إصابته بمرض سرطان الفم، وتتلخص الأعراض المبكرة لسرطان الفم فيما يلي:
- تخلخل الأسنان.
- تورم وألم اللثة.
- تقرح في الفم.
- ألم في الأذنين.
- صعوبة في البلع وتناول الطعام يرافقهما ألم شديد.
- ظهور بقع حمراء أو بيضاء في الفم أو على الشفتين.
كم يعيش مريض سرطان الفم
إنّ المريض المصاب بسرطان الفم يعيش تقريبًا لمدّة 5 سنوات على الأقلّ في حال انتشار السرطان بشكل كبير في فمه وعدم قدرة الأطباء على علاجه، ولكن نسبة النجاة من هذا السرطان حوالي 64%، ما يعني أنّ 36% فقط من المصابين بسرطان الفم يعيشون لخمس سنوات على الأقل، والنسبة الأكبر أمامها فرصة أكبر للعيش، علمًا أنّ سرطان الفم غالبًا يصيب الناس الذين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا، ونسبة إصابة الناس الأصغر من عمر 60 هي 20% فقط، وهي نسبة ضئيلة جدًا.
سرطان اللسان الحميد
إنّ سرطان اللسان هو أحد أنواع سرطان الفم الذي يبدأ بتشكل خلايا حرشفية رفيعة تبطن سطح اللسان، وهو من سرطانات الفم الحميدة، حيث يمكن إزالته بسهولة في حال تشخيصه عندما يكون صغيرًا قبل انتشاره في كامل الفم، وترتبط الإصابة بسرطان اللسان ارتباطًا وثيقًا بفيروس HPV (فيروس الورم الحليمي)، ويُعمد عادة إلى الجراحة لاستئصال هذا النوع من السرطانات، كما يُعمد في بعض الحالات إلى الأدوية الكيميائية لعلاجه، ولكن علاج هذا المرض قد يؤثر في حاسة الذوق والقدرة على الكلام إذا كان الورم السرطاني كبيرًا.
شاهد أيضًا: الفرق بين التهاب الحلق وسرطان الحلق
وهكذا نصل إلى ختام مقال تجربتي مع سرطان الفم، حيث تمّ التعريف بمرض سرطان الفم وتأثيراته، كما تم ذكر عدة تجارب لأشخاص تعرضوا لهذا المرض وأشخاص تعافوا منه، بالإضافة لذكر بعض أنواع سرطان الفم ومراحل الشفاء منه والعمر الذي يعيشه المريض المصاب بسرطان الفم.
تعليقات