تجربتي مع حسن الظن بالله من التجارب العظيمة التي يلقيها أصحابها على مسامع إخوانهم المسلمين، وذلك لبيان فضل إحسان الظن بالله تعالى والاعتماد عليه والتوكل عليه في جميع الأمور الدنيوية والأخروية مع الأخذ بالأسباب، فالمسلم يبرّ بالكثير من الفتن والامتحانات والاختبارات في هذه الدنيا، وحسن الظنّ بالله يمنعه من القنوط واليأس، وعبر هذا المقال سيتمّ تسليط الضوء على تجربتي مع حسن الظن بالله تعالى ودوام التوكل عليه.
تجربتي مع حسن الظن بالله
إنّ حسن الظن بالله تعالى هو من أهمّ العبادات، وهم مرحلةٌ من المراحل التي توصل المسلم إلى اليقين والإيمان الكاملين، وحسن الظنّ بالله تعالى من صفات المتّقين الذي يؤمنون بالله تعالى المعتمدين المتوكلين على الله تعالى في جميع أمورهم، ولحسن الظن به سبحانه عجائب عظيمة، وفي الآتي نعرض بعضًا من هذه العجائب عبر تجارب بعض الأشخاص مع هذا الأمر العظيم، قالت إحدى السيدات: تزوجت وأنا في التاسعة عشر من عمري، ورغبنا أنا وزوجي بإنجاب الأطفال فورًا وعدم الانتظار، فقد كنا نحبّ الأطفال جدًا، لكن شاء الله تعالى أن يبتليني بالإجهاض المتكرر، قد أجهضت مرتين وثلاثة وخمسة خلال عامين.
وبعد مرور هذين العامين، فقدت الأمل ويأست من هذه المسألة، نصحني زوجي بألّا أيأس وأن أُحسن الظنّ بالله تعالى، فصرت أدعو وأنا موقنةٌ باستجابة دعائي وأن الله تعالى لن يخيبني، وظللت أدعو الله تعالى بأن يرزقني البنون عامًا كاملًا لم أملّ فيه يومًا ولم فيه الدعاء، وبعد عامٍ فوجئت وقد حملت في رحمي توأمًا وأنجبتهم بسلامةٍ وخير، وعوضني الله تعالى عما سلف بالعوض الحسن، فحسن الظن بالله تعالى والاستعانة به يصنع المعجزات ويحقق المستحيلات.
شاهد أيضًا: تجربتي مع الله اكبر كبيرا
حسن الظن بالله تعالى
حسن الظن بالله تعالى هو اليقين القويّ بأنّ الله تعالى سيصر من خيره ورحمته وسعة كرمه لعبده الصالح التوّاب المنيب إليه بكّل تأكيدٍ ودون شكّ، وأنّه سيجزيه بما صبر في الدنيا خيرًا وفي الآخرة جنّةً تجري من تحتها الأنهار، وحسن الظن بالله تعالى وسيلة القضاء على اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، فالمسلم الذي يوقن أنّه إذا استغفر غُفر له، وأنّه إذا دعا اُستجيب له، وأنّه إذا تاب قُبلت توبته، وإذا استعان أعين على أمره فهو عبدٌ يُحسن الظن بالله تعالى وهو عبدٌ سيصل إلى درجة اليقين والإيمان الكامل بالله تبارك وتعالى، وعلى كلّ عبٍدٍ أن يكون موقنًا محسنًا الظن بربّه تبارك وتعالى، لينال من سعة كرم الله تعالى وخيره في الدنيا والآخرة.[1]
هل حسن الظن بالله يغير القدر
بعد تقديم تجربتي مع حسن الظن بالله قد يتساءل البعض حول فيما إذا كان حسن الظن بالله تعالى قد يغير الأقدار، حيث يعدّ حسن الظن بالله تعالى من علامات الإيمان عند المسلمين، المؤمن يوقن بأنّ الله تعالى سيكرمه في الدنيا والآخرة، وأنّه سيؤتيه من رحمته وخيره، لكن هل حسن الظن يغير القدر، يقول أهل العلم أنّ حسن الظن يغير القدر وقد يرد القضاء.
فالمسلم إذا أحسن الظن بالله تعالى فإنّ الله سبحانه يكتب له ما هو أفضل وأجمل وأحسن ممّا يتمناه ويرجوه، وإذا أحسن الظن بالله تعالى جزاه الله تعالى بهذا الظن العوض العظيم والأجر الجزيل والخير الوفير في الدنيا والآخرة، فكلّ شيءٍ يظن به الإنسان السوء يعود عليه بالهمّ والحزن والتعاسة، فإن ظنّ الإنسان بربّه خيرًا، جزاه الله تعالى بذلك فوق الخير خيرًا ورحمةً وكرمًا وسعادةً في الدارين.
أدلة على حسن الظن بالله
هنالك العديد من الأدلة في القرآن الكريم والسنة النبوية المباركة التي تحثّ العبد الصالح المؤمن المسلم على حسن الظنّ بالله تعالى، قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}. [سورة غافر الآية 60]
كذلك قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}. [سورة البقرة الآية 186] وقد ورد في السنة النبوية المباركة الحديث القدسي، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً”. [صحيح البخاري]
كيف يتحقق حسن الظن بالله
يتحقق حسن الظن بالله تعالى عندما يكون العبد راضيًا يما يقدّره ويكتبه الله تعالى له، وعندما يكون موقنًا بأنّ الخير فيما يختاره الله تعالى له، كذلك يتحقق حسن الظن به سبحانه وتعالى عندما يصبر المسلم على البلاء والاختبار والامتحان ويواجه بالصبر والدعاء والإخلاص بالعبادة.
شاهد أيضًا: تجربتي مع اسم الله الاعظم
بهذا نختتم مقالنا الذي حمل عنوان تجربتي مع حسن الظن بالله تعالى والذي من خلاله تعرّنا على معنى حسن الظن بالله، كذلك تمّ الحديث عن معنى الظن بالله وكيفية تحقيقه في حياة المسلم، كذلك تمّ ذكر الأدلة الصحيحة على وجوب حسن الظن بالله تعالى.
تعليقات