سأحدثكم اليوم عن تجربتي مع التسبيح قبل النوم؛ فقد كنتُ أعاني من الأرق في أوقات كثيرة، وحتى حينما أغفو وأنام أستيقظ سريعًا بسبب الأحلام المزعجة أو بدون سبب، وهي مشكلة حقيقية لأنني أبدأ صباح كل يوم في إرهاق وتعب؛ ولا أتمكن من القيام بمهامي اليومية، ولكن بعدما استمعتُ إلى جديث الرسول صلى الله عليه وسلم “أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَانِي؟ إذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، فَكَبِّرَا الله أَرْبَعاً وَثَلاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاثاً وَثَلاثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلاثاً وَثَلاثِينَ فَإنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمَا مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ” ومن حينها بدأت أنفذ ذلك فوجدت حالًا مختلفة تمامًا.
تجربتي مع التسبيح قبل النوم
يجد المسلم في التسبيح قوة عظيمة ويتمكن بها من إكمال كافة مهامه والاضطلاع بمسؤولياته بتوفيق من الله، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على دوام التسبيح خاصةً في الليل لتمكين المسلمين من أداء ما عليهم من عبادات ومسؤوليات، وهذا بالضبط ما وجدته في تجربتي، حيث كنت أجد أنني أتحمل كثيرًا من المسؤوليات كأم وزوجه، وكنت يوميًا أشعر بالذنب بسبب تقصيري في كثير من المسؤوليات بالرغم من عدم نيلي أي قسط من الراحة خلال اليوم، وكنتُ أشعر بأنني غير منظمة ولا أدري ما أفعل، حتى أنى أحيانًا كنتُ أتأخر عن صلاتي بسبب ذلك، ولكن بعد انتظامي على التسبيح قبل النوم اختفى كل ذلك، ووجدتني أتعامل مع المسؤوليات بصورة أفضل وأجد في نفسي قوة وتنظيمًا لم أعهده، فالحمد لله على نعمة الإسلام.
قصص واقعية عن كثرة التسبيح
في تجربة أخرى تخص رجل يقول السيد (….) التسبيح غير حياتي؛ فقد كنت أعمل في مصنع لمعظم اليوم، وهو كما معروف يتطلب قوة بدنية كبيرة، لذا كنتُ أعود للمنزل فأنام وأستيقظ لأجد أنني ما زلتُ متعبًا لكنني بالطبع مضطر للانتظام على العمل لأجد ما يسد رمق أطفالي، وحين وجدتُ زميلًا لي يتمتم سألته عما يقوله، فأخبرني أن “أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ” وبالطبع كان تفكيري يتجه نحو توفير طاقة الكلام للعمل، ولكنه استرسل قائلًا أنه كان متعبًا جدًا قبل الاعتياد على تسبيح الله، وأن التسبيح زاده قوة حتى أنه أصبح يقوم الليل ومع ذلك يستيقظ نشيطًا للعمل، فجربت 3 ليالي لأجد أنني أصبحتُ أرى أطفالي وأجلس معهم وأتابع ما فعلوه في المدرسة، كما أصبحت إنتاجيتي أعلى في العمل، وانتظمتُ أيضًا على صلاة الفجر التي لم أكن أحلم حتى بأدائها فيما سبق؛ فسبحان الله دائمًا وأبدًا.
شاهد أيضًا: معجزات سبحان الله وبحمده عدد خلقه
التسبيح قبل النوم خير من خادم
ربما تستغرب هذا ولكنها حقيقة اكتشفتها بعد تجربتي مع التسبيح قبل النوم، فمن اعتاد تسبيح الله عز وجل قبل منامه وجد في نفسه قوة ونشاط بدني كبير في يومه التالي، حيث كانت السيدة فاطمة رضي الله عنها تعمل داخل المنزل وتساعد زوجها علي بن أبي طالب، لكنها كانت تجد مشقة كبيرة في ذلك ولم تكن تحتمل حتى طلبت إلى أباها أن يخبر عليًا ليحضر لها خادمًا يساعدها، فأمرها الرسول صلى الله عليه وسلم بألا تفعل ذلك وأن عليها التسبيح 33 قبل النوم بقول سبحان الله والحمد لله والتسبيح 34 بقول الله أكبر، وأنها ستجد نتيجة أفضل وقد كان بالفعل، فتمكنت من القيام بمسؤولياتها ومساعدة زوجها وحصلت على الأجر الذي أعده الله للذاكرين بفضله ونعمته.
فوائد التسبيح قبل النوم
لم يوص رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتسبيح قبل النوم فقط، لكنه أوصى به سائر اليوم، وعلى كل حال، فالمسلم لا ينقطع بأي حال عن ذكر الله وتسبيحه والدعاء إليه، ومن ذلك يجد الفضل الكثير والفوائد العظيمة وعجائب التسبيح التي لا يتخيلها، ومن هذه الفوائد ما يلي:
عبادة الله:
لم يخلق امرئ من الجن والإنس إلا لعبادة الله تعالي، فقد قال الله عز وجل “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” فليبدأ المرء بإخلاص النية لله وأن يسبح لأن الله عز وجل أمره بذلك، فمن الواجب عليه طاعه الأمر والقيام به طلبًا لرضى ربه ورغبةً فيما عنده من الجزاء فقد قال الرسول “مَن قال: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ حُطَّتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ”.
نيل محبة الله:
إن الله يحب من عباده من يتسمون بصفات معينة، منهم “وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ”، كما قال رسوله الكريم “أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ” ويكفي المسلم شرفًا أن ينطق من الكلام ما يحبه الله وتكتبه الملائكة ليُعرض في كتابه يوم القيامة، فيجد لديه الكثير من التسبيح ويجد أنه من الذاكرين كثيرًا والذاكرات، ومن عاش على ذكر الله عاش معيشة رغدة ووجد الراحة والسكينة وقرت عيناه بما يحب.
قيام الليل:
الحفاظ على تسبيح الله عز وجل وذكره من أهم الأمور التي تساعد على قيام الليل من حيث الأداء والحفاظ عليه، ولا أحد يجهل قيمة ركعتي قيام الليل ولا ثوابها عند رب العالمين ودليل ذلك الآية “تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”، فهاتان الركعتان أبعد ما يكون عن الرياء، وهما خلوة تامة بين المرء وربه، ومن كانت كلماته الأخيرة قبل نومه هي سبحان الله سيقيمه الله للصلاة والخير الكثير.
شاهد أيضًا: تجربتي مع لاحول ولا قوة الا بالله
القوة في الجسم والعقل:
تحسن القيام بمهامك ومسؤولياتك اليومية وتحصل على فوائد التسبيح للجسم إذا كنتَ تفعل مثلي في تجربتي مع التسبيح قبل النوم لأن الله عز وجل يبارك في صحتك، كما تتمكن من التخطيط بشكل أفضل لأعمالك وتتمكن من تأديتها بذكاء، وكل هذا من فضل الله، وثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أوصى بالتسبيح لطلب القوة في الجسم والعقل وطلب جزاء العمل كذلك، حيث قال ابن الدرداء “يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويحجون كما نحج، ويتصدقون ولا نجد ما نتصدق به، فقال: ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه أدركتم من سبقكم، ولا يدرككم من بعدكم إلا من عمل بالذي تعملون به: تسبحون الله ثلاثا وثلاثين وتحمدونه ثلاثا وثلاثين وتكبرونه أربعا وثلاثين دبر كل صلاة”
ماذا نقول في التسبيح قبل النوم؟
يقول المسلم سبحان الله 33 مرة، والحمد لله 33 مرة، والله أكبر 34 مرة قبل النوم مباشرة وقد فعلتُ ذلك في تجربتي مع التسبيح قبل النوم كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
هل التسبيح قبل النوم يعطي نشاط؟
نعم، ثبت ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه لابنته فاطمة وزوجها علي رضي الله عنهما “أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَانِي؟ إذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، فَكَبِّرَا الله أَرْبَعاً وَثَلاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاثاً وَثَلاثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلاثاً وَثَلاثِينَ فَإنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمَا مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ”.
ماذا يحدث عند التسبيح؟
يحصل المسبح على حسنات على تسبحيه والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء كما يقيمه الله عز وجل لقيام الليل، ويحبه الله ويمنحه الناشاط والقوة للعمل فيما يُرضي الله ويوفقه إلى سواء السبيل.
شاهد أيضًا: تجارب قول سبحان الله والحمد لله
في تجربتي مع التسبيح قبل النوم وجدتُ الكثير من الفوائد التي كان من الضروري أن أنشرها وأتحدثُ عنها من باب إحياء سنة أولًا وثانيًا كنوع من الإفادة للكثيرين ممن تعاظمت مسؤولياتهم ولم يجدوا إلى أدائها سبيلًا، فعليكم بذكر الله بيقين لتجدوا نتائج مرضية بإذن الله.
تعليقات